114
۲ - النوبة الثانیة
قوله: «وَ لَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَکُمْ سَبْعَ طَرائِقَ» اى سبع سماوات، سمّیت طرائق لتطارقها و هو ان بعضها فوق بعض، یقال طارقت النعل اذ جعلت بعضها فوق بعض، و قیل سمّیت طرائق لانّها طرائق الملائکة یسیرون فیها و یقفون علیها. «وَ ما کُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِینَ» اى کنّا لهم حافظین من ان تسقط السّماء علیهم فهلکهم کما قال تعالى: «وَ یُمْسِکُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ». و قیل و ما کنّا عن خلق السّماوات غافلین فیقع فیها التفات و الفطور کقوله: «ما تَرى فِی خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ».
قال الزجّاج: اى لم یکن لتغفّل عن حفظهنّ کما قال. «وَ جَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً»، و قیل و ما کنّا عن ارزاق الخلق غافلین و عن شکرهم و کفرهم، و قیل ما ترکناهم سدى بغیر امر و نهى.
«وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ» اى من جانب السّماء، و قیل من السّحاب، و قیل من عین السّماء، «السَّماءِ» اى مطرا، «بِقَدَرٍ» اى قدر ما یکفیهم لشربهم و زرعهم، و قیل معناه بمقدار معلوم عند اللَّه لا یزید علیه و لا ینقص. قال ابن مسعود: لیست سنة با مطر من سنة و لکن اللَّه یصرفه حیث یشاء. و قیل بقدر او بوزن یعلمه اللَّه «فَأَسْکَنَّاهُ فِی الْأَرْضِ» یعنى ما یبقى فى الغدران و المستنقعات ینتفع به النّاس فى الصیف عند انقطاع المطر، و قیل فاسکنّاه فى الارض ثم اخرجنا منها ما نبع فماء الارض کلّه من السّماء، «وَ إِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ» حتى تهلکوا عطشا و تهلک مواشیکم و تخرب اراضیکم، و فى الخبر: انّ اللَّه تعالى انزل اربعة انهار من الجنّة سیحان و جیحان و دجلة و الفرات».
عن عکرمة عن ابن عباس عن النّبی (ص): انّ اللَّه تعالى انزل من الجنّة خمسة انهار جیحون و سیحون و دجلة و الفرات و النیل انزلها، اللَّه من عین واحدة من عیون الجنّة من اسفل درجة من درجاتها على جناحى جبرئیل استودعها الجبال و اجراها فى الارض و جعل فیها منافع للناس فى اصناف معائشهم فذلک قوله عز و جل: «وَ أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْکَنَّاهُ فِی الْأَرْضِ»، فاذا کان عند خروج یأجوج و مأجوج ارسل اللَّه جبرئیل فیرفع من الارض القرآن و العلم کلّه و الحجر الاسود من رکن البیت و مقام ابراهیم و تابوت موسى بما فیه و هذه الانهار الخمسة فیرفع کلّه ذلک الى السماء فذلک قوله «وَ إِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ»، فاذا رفعت هذه الاشیاء فقد اهلها خیر الدّین و الدنیا.
«فَأَنْشَأْنا لَکُمْ بِهِ» اى بالماء، «جَنَّاتٍ مِنْ نَخِیلٍ وَ أَعْنابٍ لَکُمْ فِیها» اى فى الجنّات «فَواکِهُ کَثِیرَةٌ وَ مِنْها تَأْکُلُونَ» شتاء و صیفا، و خصّ النخیل و الاعناب بالذکر لانّهما اکثر فواکه العرب، فالنخیل لاهل مکة و المدینة و الاعناب لاهل الطائف.
«وَ شَجَرَةً» اى و انشأنا لکم شجرة، «تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَیْناءَ» و هى الزیتون، قرأ ابن کثیر و نافع و ابو عمر و سیناء بکسر السّین، و قرأ الآخرون بفتحها و اختلفوا فى معناه و فى سینین فى قوله: «وَ طُورِ سِینِینَ» قال مجاهد: معناه البرکة. اى تخرج من جبل مبارک، و قال قتادة معناه: الحسن اى من جبل حسن، و قال مقاتل: کلّ جبل فیه اشجار مثمرة فهو سیناء و سینین بلغة النبط. قال ابن زید: هو الّذى نودى منه موسى و هو ما بین مصر و ایلة، و قیل سیناء اسم حجارة بعینها اضیف الجبل الیها بوجودها عنده، و قال مقاتل: خصّ الطّور بالزیتون لانّ اول الزیتون نبت فیه، و یقال انّ الزیتون اوّل شیء نبت فى الدّنیا بعد الطّوفان. «تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ» قرأ ابن کثیر و ابو عمرو و رویس و ابن حسان عن یعقوب، تنبت بضم التاء و کسر الباء، و قرأ الآخرون و و روح عن یعقوب، تنبت بفتح التّاء و ضم الباء، فمن قرأ بفتح التّاء معناه تنبت بثمر الدهن و هو الزیتون، و قیل تنبت و معها الدهن، و من قرأ بضمّ التاء، اختلفوا فیه منهم، من قال الباء فیه زائدة و معناه تنبت الدهن کما یقال اخذت ثوبه و اخذت بثوبه، و منهم من قال نبت و انبت لغتان بمعنى واحد، قال زهیر:
رأیت ذوى الحاجات حول بیوتهم
قطینا لهم حتى اذا انبت البقل
اى نبت. «وَ صِبْغٍ لِلْآکِلِینَ» الصبغ و الصّباغ الادام الّذى یلون الخبز اذا غمس فیه و ینصبغ به و الادام کلّ ما یؤکل مع الخبز سواء ینصبغ به الخبز اولا ینصبغ، قال مقاتل: جعل اللَّه فى هذه الشجرة ادما و دهنا، فالادم الزیتون، و الدّهن الزیت، و خصّ بالذّکر لبرکته و کثرة الانتفاع به من الاستصباح به و الاصطباغ.
قوله: «وَ إِنَّ لَکُمْ فِی الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً» اى آیة تعتبرون بها، و قیل العبرة الاتعاظ بالشیء «نُسْقِیکُمْ مِمَّا فِی بُطُونِها» من اللّبن، کقوله: «مِنْ بَیْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً»، قرأ نافع و ابن عامر و ابو بکر عن عاصم و یعقوب، نسقیکم بفتح النون، و قرأ الباقون و حفص عن عاصم نُسْقِیکُمْ بضم النّون، قرأ ابو جعفر تسقیکم بالتاء و فتحها، فیکون الفعل للانعام، و سقى و اسقى لغتان. «وَ لَکُمْ فِیها مَنافِعُ کَثِیرَةٌ» فى ظهورها و رکوبها و اوبار ها و اصوافها و اشعارها، «وَ مِنْها تَأْکُلُونَ» یعنى لحومها.
«عَلَیْها» اى و على الانعام فى البرّ، «عَلَى الْفُلْکِ» فى البحر، «ْمَلُونَ» یقال حمله حملانا ارکبه، قیل و من العبرة بها تسخیر اللَّه ایّاها لنا مع قوّتها لنتصرّف فیها کیف نشاء.
«وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ یا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ» وحده، «ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ» معبود سواه، «أَ فَلا تَتَّقُونَ» أ فلا تخافون عقوبته اذ عبدتم غیره.
«فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ» اى اشرافهم لعوامهم، «ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یُرِیدُ أَنْ یَتَفَضَّلَ عَلَیْکُمْ»
اى یتشرّف بان یکون له الفضل علیکم فیصیر متبوعا و انتم له تبع، «وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ» ان لا تعبد سواه، «لَأَنْزَلَ مَلائِکَةً» یعنى لا بلاغ الوحى، «ما سَمِعْنا بِهذا» الّذى یدعونا الیه نوح من التّوحید، و قیل ما سمعنا آدمیّا بعثه اللَّه رسولا، «فِی آبائِنَا الْأَوَّلِینَ» اى فى القرون الماضیة، و قیل معناه ما ارسل بشر فى آبائنا الاوّلین.
«إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ» اى ما هو الّا رجل به جنون سوداء لغلب على دماغه فتنقص من عقله و رأیه و لجنونه یأتى بمثل هذا و طمع فیما طمع، «فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِینٍ» اى انتظروا حتى یموت فتنجوا منه و لا تقتلوه یفیق من جنونه فیدع هذا، او یستبین جنونه فیعذر، «قالَ رَبِّ انْصُرْنِی بِما کَذَّبُونِ» لمّا ایس نوح من ایمانهم قال ربّ انتقم لى و اهلکهم بسبب تکذیبهم ایّاى.
«فَأَوْحَیْنا إِلَیْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْکَ بِأَعْیُنِنا» اى استجبنا دعاءه و امرناه ان یصنع سفینة بمراى منّا و منظر و تعلیمنا ایّاه صنعتها و اتخاذها. «فَإِذا جاءَ أَمْرُنا» اى قضاؤنا فى قومک بهلاکهم، «وَ فارَ التَّنُّورُ». یعنى التنور الّذى کان فى دار نوح جعل اللَّه خروج الماء منه علامة لهلاک القوم، و قال على بن ابى طالب (ع): فارَ التَّنُّورُ اى طلع الصبح
، و قد سبق شرحه فى سورة هود. «فَاسْلُکْ فِیها،» سلک متعدّ کقوله: «ما سَلَکَکُمْ فِی سَقَرَ» اى ادخل فى السفینة من کلّ نوع من الحیوان ذکرا و انثى «وَ أَهْلَکَ» اى نسلک و اولادک و من آمن معک، «إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ الْقَوْلُ» بانّه هالک فلا تحمله معک و هو ابنه کنعان و إحدى زوجتیه اسمها واغلة. «وَ لا تُخاطِبْنِی فِی الَّذِینَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ» اى لا تسئلنى انجاهم فانّى اغرقهم.
«فَإِذَا اسْتَوَیْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَکَ عَلَى الْفُلْکِ»، در قرآن لفظ استواء بر پنج معنى آید: یکى بمعنى محاذات چنان که گفت: «هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ» «هَلْ یَسْتَوِی الْأَعْمى وَ الْبَصِیرُ». وجه دوم بمعنى اعتدال چنان که در وصف موسى گفت: «وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوى» اى استوى قدّه و اعتدل بحیث لا یزید علیه. وجه سوم بمعنى وقوف چنان که کشتى نوح را گفت: «وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِیِّ» اى وقفت. چهارم بمعنى قصد کقوله: «ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ» اى قصد و عمد.
پنجم بمعنى استقرار کقوله. «ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ»، و کقوله: «فَإِذَا اسْتَوَیْتَ» اى استقررت. «أَنْتَ وَ مَنْ مَعَکَ عَلَى الْفُلْکِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ» اى الکافرین.
«وَ قُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِی مُنْزَلًا مُبارَکاً» قرأ ابو بکر عن عاصم، منزلا بفتح المیم و کسر الزاى، یرید موضع النزول لانّ مفعلا قد یکون للمکان. و هو القیاس فیه لانّه من نزل ینزل بکسر الزاء، فیکون المنزل على هذا مفعولا به و هو السفینة بعد الرکوب، و قیل هو الارض بعد النزول، و یجوز ان یکون مصدرا و یکون المفعول به محذوفا و یکون الفعل العامل فى المصدر مضمرا یدلّ علیه، انزلنى کانّه قال: انزلنى مکانى لأنزله نزولا مبارکا، فانّ النزول لا یکون مصدرا لا نزل بل یکون مصدرا لنزل و المنزل و النزول واحد، و الوجه الاوّل اظهر و هو انّ المنزل موضع النزول، و قرأ الباقون و حفص عن عاصم منزلا بضم المیم و فتح الزاى، و الوجه انّه یجوز ان یکون موضع انزال و ان یکون مصدرا فان کان موضعا للانزال کان مفعولا، و المعنى انزلنى موضع انزال مبارکا، فیکون المنزل على هذا اسما للمکان من انزل، و ان کان مصدرا فالمفعول به محذوف و التقدیر، انزلنى مکانى انزالا مبارکا، و الانزال یحتمل انّه اراد فى السفینة، و یحتمل بعد الخروج. قوله: «مُبارَکاً» بالبرکة فى السفینة النجاة و فى النزول بعد الخروج کثرة النسل من اولاده الثلاثة. «وَ أَنْتَ خَیْرُ الْمُنْزِلِینَ» اى خیر من انزل عباده المنازل، فاستجاب اللَّه دعاءه حیث قال: اهبط بسلام منّا و برکات علیک، و بارک فهیم بعد انزالهم من السفینة حین کان جمیع الخلق من نسل نوح، و قیل اراد بهذه الآیة تعلیم الخلق ان یقولوا هذا اذا ارادوا النزول بمکان لیبارک لهم فیه.
«إِنَّ فِی ذلِکَ» الّذى ذکرت من امر نوح و السفنیة و اهلاک الاعداء، «لَآیاتٍ» اى لعبرا و دلالات على قدرتنا، «وَ إِنْ کُنَّا» یعنى و ما کنّا، و قیل و قد کنّا، «لَمُبْتَلِینَ» اى مختبرین طاعتهم بارسال نوح الیهم.
«ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ» اى اهلکناهم و احدثنا. «مِنْ بَعْدِهِمْ» اى من بعد قوم نوح، «قَرْناً آخَرِینَ» اى عادا الاولى.
«فَأَرْسَلْنا فِیهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ» و هو هود، و قیل قرنا آخرین اى ثمود و هى عاد الآخرة، «فَأَرْسَلْنا فِیهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ» و هو صالح بن عابر، و کان صالح عربىّ اللسان و کان اشدّ زهدا من عیسى بن مریم. و کان یمشى عمره حافیا حاسرا، «فَأَرْسَلْنا فِیهِمْ» اى الیهم و افاد فیهم انّه لم یأتهم من مکان غیر مکانهم، و انّما اوحى الیهم و هو فیما بینهم، «رَسُولًا مِنْهُمْ» اى من قومه، «أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ» وحده، «ما لَکُمْ مِنْ إِلهٍ غَیْرُهُ» اى معبود سواه، «أَ فَلا تَتَّقُونَ» أ فلا تخافون عقابه.
«وَ قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِینَ کَفَرُوا» اى الاشراف الّذین جحدوا توحید اللَّه، «وَ کَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ» اى بالبعث و النشور، «وَ أَتْرَفْناهُمْ» اى نعّمناهم و وسّعنا علیهم، «فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا» حتى بطروا و عتوا، «ما هذا» اى ما هذا النبىّ، «إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ یَأْکُلُ مِمَّا تَأْکُلُونَ مِنْهُ وَ یَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ» فمن این یدّعى رسالة اللَّه من بینکم و لیس هو با ولى بها من غیره.
«وَ لَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَکُمْ» فیما یأمرکم به و ینهاکم عنه، «إِنَّکُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ» عقولکم و مغبونون رأیکم.
«أَ یَعِدُکُمْ أَنَّکُمْ إِذا مِتُّمْ وَ کُنْتُمْ تُراباً وَ عِظاماً أَنَّکُمْ مُخْرَجُونَ» انّ الاولى فى موضع نصب مفعول یعدکم، و الثانیة بدل منها، و المعنى أ یعدکم الخروج من من قبورکم احیاء بعد کونکم ترابا و عظاما رمیمة.
«هَیْهاتَ هَیْهاتَ لِما تُوعَدُونَ» اى بعید بعید ما توعدون، اصل هذه الکلمة من المهاهاة، یقال هاهى یهاهى مهاهاة، و العرب تقولها فى الاستبعاد و الاستنکار و تستحسن فیها التکرار و تدخل فیها اللام و تحذفها تقول هیهات هذا الامر اى هو بعید، و هیهات لهذا الامر اى بعدا، و قرأ ابو جعفر هیهات هیهات بکسر التّاء.
و قرئ بالضم ایضا و کلّها لغات صحیحة، فمن فتحه جعله مثل این و کیف، و من ضمّه جعله مثل منذ و قطّ و حیث، و من کسره جعله مثل امس و هؤلاء، و الوقف علیها اذا کسرتها بالتّاء لا غیر، و اذا فتحتها جاز أن یقف علیها بالهاء.
قوله: «إِنْ هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا» قیل هى کنایة عن الحیاة اى ما الحیاة الّا حیاتنا الدّنیا الّتى نحن فیها و دنت منّا، و الحیاة الّتى تدعى بعد الموت باطلة، و قیل هى کنایة عن النهایة اى ما نهایتنا و مدة بقائنا «إِنْ هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا» و لا بعث بعدها و لا حیاة. و قیل هى کنایة عن الاحوال، اى ما احوالنا الّا حیاتنا الّتى نحن فیها ثمّ نموت و قد انقضى الامر و انقطع النظام. «نَمُوتُ وَ نَحْیا» اى یموت الآباء و یحیى الاولاد ثمّ یموتون، و قیل فیه تقدیم و تأخیر، و تقدیره، ان هى الّا حیاتنا الدنیا نحیا و نموت و ما نحن بمبعوثین بعد الموت.
«إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ» یعنون الرّسول. «افْتَرى عَلَى اللَّهِ کَذِباً» فى دعواه الرسالة و البعث بعد الموت، «وَ ما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِینَ» بمصدّقین فیما یدعیه و لا نؤمن به.
«قالَ رَبِّ انْصُرْنِی» اى قال الرّسول و هو صالح، ربّ انصرنى و عجّل هلاکهم بتکذیبهم ایّاى، دعا علیهم حین ایس من ایمانهم، فاستجاب اللَّه دعاه، «قالَ عَمَّا قَلِیلٍ» اى عن قریب، «لَیُصْبِحُنَّ نادِمِینَ» یندمون اذا نزل بهم العذاب على التکذیب.
«فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ بِالْحَقِّ» اى بالامر الحق من اللَّه، قیل صاح بهم جبرئیل صیحة هائلة تصدعت قلوبهم بها فماتوا، «فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً» و هو ما یحمله السیل من حشیش و عیدان شجر، معناه صیّرناهم هلکى فیبسوا یبس الغثاء من نبات الارض، «فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ» هذا کلام من لا یغلط فى فعله و لا یندم على امره و تجده فى القرآن فى مواضع.
«ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِینَ» فاورثناهم دورهم و اموالهم ففعلوا مثل افعالهم فعذّبناهم کتعذیبهم، منهم العمالقة و سدوم و طسم و جدیس و وبار و صغار و غیرهم. «ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَ ما یَسْتَأْخِرُونَ» قیل یعنى بذلک اجل الموت و قیل اجل العذاب.
«ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا» اى تواترت الرّسل بعدهم الى زمن موسى (ع).
و فى تترى قولان: احدهما یتلوا بعضهم بعضا و بین کلّ اثنین فترة، و الثانى متتابعة لا فتور فیها، و اصله من الوتر الّذى هو الفرد، اى واحدا بعد واحد، و هو اسم واحد وضع للجمع، مثل شتّى، و التّاء مبدّلة من الواو، و الاصل و ترى، قلبت الواو تاء مثل التقوى و التراث، و التکلان، و الالف الّتى فى آخره قیل هى للالحاق بمنزلة الالف فى ارطى و علقى و معرى و فعلى هذا یجوز ان تنوّنه و هو قراءة ابن کثیر و ابى عمرو و ابى جعفر، و قیل الالف للتأنیث وزنه فعلى مثل سکرى فلا یدخله التنوین، و هو قراءة الباقین. «کُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها کَذَّبُوهُ» اى ما یأتیهم رسول الّا کذبوه، «فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً» بالاهلاک، «وَ جَعَلْناهُمْ أَحادِیثَ» اى سمرا و مثلا لمن بعدهم یتحدّث بهم تعجبا، و هى جمع احدوثة و یجوز ان یکون جمع حدیث. قال الاخفش: انّما یقال هذا فى الشرّ، و امّا فى الخیر فلا یقال جعلناهم احادیث و احدوثة، و انّما یقال صار فلان حدیثا. «فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ» اى بعدا من رحمة اللَّه لقوم لا یؤمنون فیکون بمعنى اللعنة، و قیل بعدا اى اهلاکا على معنى الدعاء علیهم.
«ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَ أَخاهُ هارُونَ بِآیاتِنا» التسع، و قیل بالتوریة، «وَ سُلْطانٍ مُبِینٍ» حجة ظاهرة.
«إِلى فِرْعَوْنَ وَ مَلَائِهِ فَاسْتَکْبَرُوا» عن قبول الایمان تعظّما و ترفعا، «وَ کانُوا قَوْماً عالِینَ» متکبرین قاهرین غیرهم بالظلم، کقوله: «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِی الْأَرْضِ» «فَقالُوا» یعنى فرعون و قومه، «أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَیْنِ مِثْلِنا» فتبعهما، «وَ قَوْمُهُما» یعنى بنى اسرائیل، «لَنا عابِدُونَ» اى هم لنا کالخول و العبید یخدموننا طائعین خاضعین، و العرب تسمّى کلّ من دان لملک عابدا له، قال الحسن: کانت بنو اسرائیل یعبدون فرعون و فرعون یعبد الصّنم، و قیل یعبد العجل.
قوله: «فَکَذَّبُوهُما» اى اقاموا على تکذیبهما، «فَکانُوا مِنَ الْمُهْلَکِینَ» بالغرق فى بحر قلزم.
«وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسَى الْکِتابَ» اى التوریة بعد هلاک فرعون و قومه، «لَعَلَّهُمْ یَهْتَدُونَ» لکى یهتدى به قومه.
«وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْیَمَ وَ أُمَّهُ آیَةً» اى دلالة على قدرتنا، و لم یقل آیتین لانّ المعنى و جعلنا کلّ واحد منهما آیة، کما قال سبحانه و تعالى: «کِلْتَا الْجَنَّتَیْنِ آتَتْ أُکُلَها» اى اتت کلّ واحدة منهما اکلها، و قیل و جعلنا شأنهما آیة لانّ عیسى ولد من غیر اب و امّه ولدت من غیر مسیس ذکر فکانت الأعجوبة فیهما واحدة، «وَ آوَیْناهُما» اى جعلنا مأواهما «إِلى رَبْوَةٍ» قرأ ابن عامر و عاصم ربوة بفتح الرّاء، و قرأ الباقون ربوة بضمّ الرّاء، و هى بیت المقدس، و سمّیت ربوة لانّها اقرب الارض من السّماء بثمانیة عشر میلا، و قیل هى دمشق، و قیل هى مصر، و لو لا ان قربها على ربى لغرقت تلک القرى، و الربوة النشز من الارض، و فیها خمس لغات، ربوة و ربوة و ربوة و و رباوة و هى البقاع من الارض، و یقال فلان فى ربوة من قومه اى فى نسب و نصاب شریف.
«ذاتِ قَرارٍ» اى مستویة بسیطة یمکن الاستقرار علیها، و قیل فیها منازل یستقرّون فیها، و قیل القرار مستقر الماء، و معین ماء ظاهر یرى بالعین، و هو مفعول من عانه یعینه اذا ادرکه البصرور آه، و یجوز ان یکون فعیلا من معن الماء یمعن اذا جرى و کثر فهو معین و کلاء و ممعون جرى فیه الماء، و الماعون من اسماء الماء. اهل تاریخ گفتند مولد عیسى (ع) بعد از ملک اشکانیان بود به پنجاه و یک سال و در آن روزگار مملکت زمین ملوک طوایف را بود و ملک شام قیصر روم را بود و هیردوس الملک بر بنى اسرائیل پادشاه بود از جهت قیصر، و هیردوس از قوم بنى اسرائیل که کتاب دانیال را خوانده بودند شنیده بود که ستارهاى برآید و طلوع آن ستاره نشانست مر فرزندى را که از مادر در وجود آید و در عهد خویش سیّد جهانیان بود و دست وى بالاى همگان بود، و بتقدیر و اراده اللَّه تعالى مرده زنده کند و بیمار را شفا دهد و از نهانیها خبر دهد، و بعاقبت بآسمان شود. پس چون آن ستاره بر آمد و عیسى از مادر در وجود آمد و خبر بهیردوس رسید هیردوس قصد قتل وى کرد رب العزه ملکى فرستاد بیوسف نجّار که هیردوس قصد قتل عیسى دارد او را و مادر او را از زمین شام بزمین مصر بر، یوسف مریم را و عیسى را بر خر نشاند و روى سوى مصر نهادند اینست که ربّ العزه گفت: «وَ آوَیْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِینٍ». دوازده سال در مصر بماندند مادر در آن صحرا و کشت زار خوشه مىچید و فرزند مىپرورد، آوردهاند که مریم گهواره عیسى با خود مىبرد هر جا که میرفت از یک دوش گهواره در آویخته و از دیگر دوش زنبیل که در آن خوشه بود چنان زندگانى مىکرد تا عیسى دوازده ساله گشت، وهب منبه گفت: اول اعجوبهاى که در مصر بر وى پیدا گشت آن بود که بخانه دهقانى فرو آمده بودند، شبى از شبها دزد در آن رفت و مال دهقان از خزینه وى ببرد دهقان دلتنگ شد و مریم نیز بسبب وى دلتنگ شد، عیسى مادر را گفت چیست که ترا دلتنگ مىبینم؟
گفت از آن که شب دزد آمد و مال دهقان ببرد، عیسى گفت خواهى که من آن دزد را پیدا کنم و مال با خداوند رسانم؟ گفت: نعم یا بنىّ، نیک مىگویى اى پسرک من چنین کن اگر توانى، گفت دهقان را بگوى تا فلان نابینا را و فلان مقعد را بنزدیک من آرد چون آمدند مقعد را گفت تو بر گردن نابینا نشین چون بر نشست نابینا را گفت تو برخیز، گفت من ضعیف تر از آنم که بر توانم خاست. عیسى گفت چنان که دوش برخاستى برخیز، آن قوّت که ترا دوش بود امروز هنوز هست برخیز، چون برخاست دست مقعد بر وزن خزینه رسید که در آن مال بود، عیسى گفت نابینا بقوّت یارى داد و مقعد بچشم بدید و بر گرفت، ایشان هر دو اقرار دادند و او را بر است داشتند و مال با خداوند دادند، دهقان گفت مریم را که این مال یک نیمه بتو دادم، مریم گفت من نخواهم که مرا نه براى این آفریدهاند، گفت بپسرت دادم گفت کار او از آن عظیم ترست و همّت او از آن عالىتر که بمال دنیا رغبت کند، و آن وقت عیسى دوازده ساله بود، و بعد از آن خبر هلاک هیردوس بایشان رسید ایشان بفرمان و وحى اللَّه تعالى از آنجا بشام بازگشتند مریم و عیسى و یوسف نجار بدهى فرو آمدند، نام آن ده ناصره، و بها سمّیت النصارى و کان عیسى یتعلّم فى السّاعة علم یوم و فى الیوم علم شهر و فى الشّهر علم سنة، فلمّا تمت له ثلاثون سنة اوحى اللَّه عزّ و جل الیه و بعثه الى النّاس، و تمام بیان هذه القصّة ذکرناه فیما مضى و اللَّه اعلم.